ما هو الاستثمار الجريء
مسمى الاستثمار الجريء أو ما يعرف برأس المال الجريء هو التمويل الذي يقدمه المستثمر عن طريق الأسهم الخاصة التي توفر رأس المال للأعمال التي لديها توقعات نمو كبيرة وفي مقابل هذا التمويل يحصل المستثمر على حصة من الأسهم. غالبا ما يتوجه لهذا النوع من الاستثمار المشاريع الناشئة والصغيرة التي تتطلع للنمو والتوسع ولا تستطيع الوصول لأسواق الأسهم المحلية أو العالمية.
الاستثمار الجريء قد لا يأخذ شكلاً نقدياً، يمكن أيضاً أن يأتي هذا الاستثمار في مقابل خبرات فنية وإدارية تدعم الشركات الصغيرة والناشئة التي تمتلك تطلعات وإمكانيات استثنائية للتوسع ومواصلة النمو.
الاستثمار الجريء قد يحمل الكثير من المخاطر على ملاك حصص الأسهم، إلا أن نجاح هذه المشاريع يعود على المستثمرين بالكثير وهو ما يجعله من أنواع الاستثمارات الجذابة.
أنواع صناديق الاستثمار الجريء:
نستطيع تصنيف الاستثمار الجريء باختلاف المرحلة التي تم خلالها الاستثمار في المشروع كالتالي:
رأس مال مبدئي: ويكون هذا النوع من الاستثمار للشركات الناشئة للمساعدة في بدء المشروع، حيث يتم تقديم رأس المال الأولي للمشاريع من صناديق الاستثمار. وعادةً ما يكون بمبالغ صغيرة.
رأس المال ما بعد المبدئي أو (Startup Capital): في هذه المرحلة يتم الاستثمار في الشركات التي بدأت بالفعل وقد تمتلك عينات مبدأيه من منتجاتها وتحتاج إلى أموال لتغطية النفقات المتعلقة بالتسويق وتطوير المنتجات.
الجولة الأولى: في هذه المرحلة يقوم صندوق الاستثمار بتمويل التصنيع والمبيعات المبكرة، وتكون هذه المرحلة غالباً في السنتين أو الثلاث السنوات الاولى بعد انطلاق الشركة وتهدف لزيادة المبيعات.
الجولة الثانية: هنا يكون رأس المال التشغيلي الممنوح لشركات المرحلة المبكرة التي تبيع منتجات، ولكنها لا تحقق ربحًا. وتهدف الشركات في هذه المرحلة لتنمية العمل.
الجولة الثالثة: وهي عبارة عن دعم الشركات بهدف التوسع. في هذه المرحلة تكون الشركة قد حققت أهدافها المتوقعة من مبيعات وايرادات.
الجولة الرابعة: يُطلق عليها أيضًا اسم تمويل الجسر، ويأتي دور الصناديق الاستثمارية هنا لدعم وتمويل المشاريع الناجحة وتجهيزها لعملية “الاكتتاب العام” أو فرص الاستحواذ والاندماج.
مزايا رأس المال الاستثماري
الحصول على رأس المال الاستثماري له مزايا عديدة. بالنسبة للشركات الناشئة سريعة النمو التي ترغب في التوسع بسرعة، فقد يكون هذا هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق. إلى جانب المال، توفر شركات رأس المال الاستثماري أيضًا مدخلات ومقدمات لشركاء الاستثمار المحتملين في المستقبل. قد تساعد أيضًا في تأمين جولات التمويل المستقبلية. وهنا سنذكر بتفصيل أكثر هذه المزايا:
- جمع مبالغ كبيرة من رأس المال:
قد تكون العديد من الشركات الناشئة التي تسعى للحصول على قروض تجارية صغيرة مؤهلة فقط للحصول على 5 ملايين دولار أو أقل في التمويل والتأهيل. ومع ذلك، يتوفر رأس المال الاستثماري بمبالغ صغيرة تصل إلى 100,000 دولار لمرحلة التأسيس وأكثر من 25 مليون دولار للشركات الناشئة الأكثر نضجًا. ويمكن أيضًا للشركات الناشئة زيادة رأس المال الاستثماري عدة مرات، مما يسمح للشركات بالوصول إلى كميات كبيرة من رأس المال الذي كان من المستحيل أو من الصعب الحصول عليه لولا ذلك.
- توفير دعم إدارة المخاطر:
يمكن أن يساعد الحصول على رأس المال الاستثماري مؤسسي الشركات الناشئة في إدارة المخاطر الكامنة في معظم الشركات الناشئة. من خلال وجود فريق متمرس يشرف على النمو والعمليات، من المرجح أن تتجنب الشركات الناشئة المشكلات الكبرى. عند ظهور موقف معقد، فإن وجود شريك أو مستثمر لديه خبرة في مساعدة الشركات الناشئة على النجاح يمكن أن يحسن احتمالات اتخاذ قرار جيد.
- عدم وجود مدفوعات شهرية:
عند تمويل مشروعك عن طريق الاستثمار الجريء فان المستثمر يفعل ذلك من أجل الأسهم في الشركة. هذا يعني أنه على عكس قروض الأعمال الصغيرة والقروض الشخصية، لا توجد مدفوعات منتظمة متطلبة. مما يسمح لك بإعادة الاستثمار من خلال تحسين المنتجات، أو تعيين فريق أكبر، أو توسيع العمليات بشكل أكبر.
- لا يلزم التعهد بالأصول الشخصية في مقابل التمويل:
في معظم الحالات، لن تضطر إلى المساهمة بأصول شخصية إضافية في نمو نشاطك التجاري. في حين أن العديد من خيارات تمويل بدء التشغيل تتطلب من المؤسسين التعهد ببعض أشكال الأصول الشخصية كضمان، فإن معظم اتفاقيات تمويل الاستثمار الجريء لن تتطلب تعهدًا بالأصول الشخصية عند صياغة الاتفاقية.
- فرص التعاون مع خبراء الصناعة والشركات الناشئة الأخرى:
عندما تتلقى تمويلًا عبر صناديق الاستثمار الجريء، فإنك تحصل على ما يُشار إليه غالبًا باسم “الأموال الذكية”. هذا يعني أن الأموال التي تحصل عليها تأتي مع فائدة إضافية تتمثل في خبرة شركاء ومؤسسين صندوق الاستثمار. في كثير من الأحيان، ستعمل مع شركاء من الصندوق، ومؤسسي الشركات الناشئة الآخرين الذين تلقوا تمويلًا، وخبراء من كلتا الشبكتين لجعل شركتك على الطريق الصحيح للنمو والنجاح.
- زيادة الدعاية والتسويق الشفهي:
تمتلك معظم صناديق الاستثمار الجريء فريق علاقات عامة وجهات اتصال إعلامية، ومن مصلحتهم التسويق لشركتك الناشئة. يمكن أن يضيف العمل مع صناديق الاستثمار الجريء مصداقية للشركة الناشئة، خاصةً للمؤسسين الذين لم يبنوا شركات ناجحة أخرى. يمكن أن تؤدي الدعاية المتزايدة إلى لفت الانتباه من قبل الموظفين المحتملين والعملاء والشركاء صناديق الاستثمار الجريء الأخرى المهتمة بجمع التمويل.
- المساعدة في زيادة جولات التمويل المستقبلية:
تهتم صناديق الاستثمار الجريء برؤية شركتك تجمع تمويلًا إضافيًا بتقييم أعلى لأنها تزيد من العائد على استثماراتها. يمكنهم تعريفك بشركات إضافية يمكنها مساعدتك بشكل أفضل في مراحل لاحقة وتقديم تمويل إضافي. غالبًا ما تحتفظ صناديق الاستثمار الجريء بالحق في الاستثمار في جولات التمويل المستقبلية وغالبًا ما تساهم برأس مال إضافي مع نمو عملك.
صناديق الاستثمار الجريء في السعودية
في عام 2018 تأسست الشركة السعودية للاستثمار الجريء من قبل منشآت ومن هنا كان انطلاق الاستثمار الجريء في السعودية. سجلت الشركة السعودية للاستثمار الجريء نمواً في الاستثمار الجريء بنسبة تقارب الـ 125% خلال عامين فقط. وبذلك أصبحت المملكة العربية السعودية على مقربة من المرتبة الأولى في الاستثمار الجريء في المنطقة.
تهدف الشركة السعودية للاستثمار الجريء إلى تطوير ودعم القطاع المالي من خلال تحفيز الاستثمار في صناديق الاستثمار الجريء وسد الفجوات التمويلية لدى الشركات الناشئة والصغيرة.
وفرت الشركة السعودية للاستثمار الجريء الكثير من الفرص والدعم الاقتصادي للشركات الصغيرة والناشئة من مختلف القطاعات ذات تطلعات النمو الواعدة.
إن كنت من أصحاب المشاريع الصغيرة أو الناشئة، قد يكون التمويل عن طريق صناديق الاستثمار الجريء هو الاختيار التمويلي الأنسب لمشروعك.